تربية السنجاب في المنزل

تربية السنجاب: دليل شامل لتربية هذا الحيوان الذكي والودود في المنزل

تمثل تربية السنجاب هواية فريدة من نوعها، فهي تجمع بين متعة اقتناء حيوان أليف ذكي ونشيط، والتحدي الذي يفرضه هذا النوع من الحيوانات ذات الاحتياجات الخاصة. يعتبر السنجاب من القوارض التي تتميز بذكاء فطري ونشاط كبير، ويعيش في البرية في بيئات متنوعة، من الغابات الكثيفة إلى الحدائق العامة. لكن تربيته في المنازل تتطلب فهماً عميقاً لطبيعته البيولوجية والسلوكية، وتوفير بيئة ملائمة تسمح له بالعيش بصحة جيدة دون أن يفقد طبيعته البرية بالكامل.

في هذا المقال المفصل، سيتم استعراض كل ما يتعلق بتربية السنجاب، من اختيار النوع المناسب، وتوفير البيئة الملائمة، والنظام الغذائي، والرعاية الصحية، وصولاً إلى السلوكيات الشائعة وكيفية التعامل معها. كما سيتم تقديم جدول مفصل حول النظام الغذائي المناسب للسناجب في الأسر، مع توضيح للممنوعات الغذائية التي قد تسبب له مشاكل صحية.

الأنواع المناسبة للتربية المنزلية

رغم وجود أكثر من 200 نوع من السناجب حول العالم، فإن بعضها فقط يُناسب الحياة في الأسر. الأنواع الأكثر شيوعاً للتربية تشمل:

• السنجاب الطائر (Flying Squirrel): يتميز هذا النوع بصغر حجمه، وشخصيته الاجتماعية، وهو الأكثر تفضيلاً للتربية داخل المنازل.

• السنجاب الأحمر: شائع في أوروبا وبعض مناطق الشرق الأوسط، لكنه أكثر ميلاً للعدوانية، ما يجعله أقل ملاءمة للمبتدئين.

• السنجاب الرمادي: كبير نسبياً ونشيط جداً، ويتطلب مساحة أكبر واهتماماً خاصاً.

يجب اختيار السنجاب الصغير السن (يفضل عمر 6-8 أسابيع) لتسهيل الترويض والتكيف مع البشر.

البيئة المناسبة لتربية السنجاب

يحتاج السنجاب إلى بيئة تحاكي حياته الطبيعية قدر الإمكان. وهذا يشمل:

القفص والمساحة

يجب أن يكون القفص كبيراً (لا يقل عن 120 سم ارتفاعاً × 80 سم عرضاً × 60 سم عمقاً)، مع مستويات متعددة، وأغصان للتسلق، وأنابيب للركض، وعش للنوم.

• الخامة: الأفضل أن يكون مصنوعاً من المعدن المقاوم للصدأ.

• أرضية القفص: يفضل أن تكون مغطاة بنشارة خشب غير معالجة (تجنب نشارة الصنوبر والسدر لاحتوائهما على زيوت سامة).

• الموقع: يجب وضع القفص في مكان هادئ بعيد عن الضجيج والتيارات الهوائية.

التدفئة والإضاءة

السناجب حساسة للبرد، ودرجة الحرارة المثالية تتراوح بين 22-26 درجة مئوية. يُفضل توفير ضوء طبيعي معتدل، مع 10-12 ساعة من الظلام يومياً للحفاظ على نمط النوم الطبيعي.

النظام الغذائي: ما يجب وما لا يجب تقديمه

يُعد الغذاء عاملاً أساسياً في صحة السنجاب ونشاطه. في البرية، يتغذى على مجموعة متنوعة من الحبوب، والمكسرات، والفواكه، والحشرات. وفي الأسر، يجب تقديم نظام غذائي متوازن وغني.

جدول النظام الغذائي المقترح للسنجاب في المنزل:

الممنوعات الغذائية:

• الشوكولاتة

• البصل والثوم

• الأطعمة المالحة أو المقلية

• العلكة أو الحلويات الصناعية

• الحليب ومشتقاته (قد يسبب اضطرابات معوية)

السلوكيات والترويض

السناجب كائنات ذكية ومليئة بالطاقة، لكنها تحتاج إلى ترويض تدريجي لتعتاد على البشر.

الترويض

• يُنصح بترك السنجاب يعتاد على وجود المربي دون محاولة الإمساك به أولاً.

• يمكن استخدام المكسرات لجذب السنجاب تدريجياً لتناول الطعام من اليد.

• يجب التحلي بالصبر، حيث قد تستغرق عملية الترويض أسابيع أو حتى أشهر.

النشاط اليومي

• يجب السماح للسنجاب بالخروج من القفص يومياً لمدة ساعة على الأقل في غرفة مؤمنة.

• وفر له ألعاباً وأدوات تسلق لتحفيزه ذهنيًا وجسديًا.

التفاعل الاجتماعي

• السناجب الطائرة عادةً ما تكون اجتماعية وتحب التفاعل مع البشر بعد الترويض.

• أما السناجب الأخرى فقد تحتفظ ببعض السلوكيات العدوانية، خاصة عند الشعور بالتهديد.

الرعاية الصحية

تربية السنجاب تتطلب مراقبة دقيقة لحالته الصحية، لأن كثيراً من الأمراض لا تظهر بوضوح.

المؤشرات الصحية الجيدة:

• نشاط دائم

• لمعان الفرو

• انتظام الأكل والشرب

• فضلات صلبة وغير مائية

أهم المشكلات الصحية:

• الإسهال: غالباً نتيجة تغيير مفاجئ في الغذاء أو طعام ملوث.

• تساقط الفرو: قد يدل على نقص فيتامينات أو طفيليات جلدية.

• الكسل المفاجئ: مؤشر خطير يستدعي فحصاً بيطرياً فورياً.

• فرط نمو الأسنان: يجب توفير أغصان أو ألعاب خشبية لتقليل نمو القواطع.

يُستحسن زيارة الطبيب البيطري المختص بالحيوانات الغريبة مرة واحدة على الأقل كل 6 أشهر.

التكاثر في الأسر

رغم أن السناجب تتكاثر بسهولة في البرية، إلا أن تكاثرها في المنزل ليس سهلاً بسبب حساسيتها للبيئة المحيطة.

• فترة التزاوج: مرتين سنوياً، بداية الربيع ومرة أخرى في الصيف.

• فترة الحمل: حوالي 40-45 يوماً.

• عدد الصغار: من 2 إلى 6 في الولادة الواحدة.

• العناية بالصغار: تقوم الأم بالعناية الكاملة، ويجب تجنب الاقتراب من الصغار خلال الأسابيع الأولى.

يفضل عدم تشجيع التكاثر في المنازل إلا في ظروف خاصة، لأن صغار السناجب تحتاج إلى عناية دقيقة جداً.

المتطلبات القانونية والأخلاقية

في بعض الدول، تربية السنجاب تخضع لتراخيص أو قد تكون محظورة، خاصة في حالة السناجب البرية أو الأنواع المهددة بالانقراض. يجب التأكد من التشريعات المحلية قبل اقتناء أي نوع.

كما أن تربية حيوان بري يتطلب مسؤولية أخلاقية كبيرة، وتوفير بيئة تحترم طبيعته ولا تؤدي إلى حرمانه من احتياجاته الفطرية.

ملاحظات ختامية

تربية السنجاب ليست تجربة عادية، بل هي التزام طويل الأمد يتطلب جهداً وعلماً واهتماماً مستمراً. رغم ما يقدمه السنجاب من تسلية ومرح، إلا أنه حيوان ذكي للغاية ويحتاج إلى من يفهمه ويعامله بما يليق بطبيعته المميزة. النجاح في تربية السنجاب لا يقتصر على بقائه حياً، بل في جعله سعيداً وآمناً في بيئة محاكاة للطبيعة.

المراجع:

1. Exotic Animal Medicine and Husbandry

2. The Squirrel Handbook – Care, Diet and Behavior